خلال السنوات القليلة القادمة، سيتنحّى المغرب عن عرش أهم بلد يزود القارة العجوز بالمخدرات، تاركا مكانه لألبانيا، الوافد الجديد على نادي المُصدّرين الذي بات أبرز المنتجين الرئيسيين للقنب الهندي داخل أوروبا؛ على أنّ تراجع إنتاج المغرب للحشيش مَردُّه "الجفاف".
وتتجه ألبانيا إلى منافسة المغرب في السوق الأوروبية، بعد ارتفاع إنتاج القنب الهندي في عدد من مناطقها، خاصة في العاصمة تيرانا ومنطقة "لازارات" التي توصف بـ"مملكة المخدرات"، حيث أفاد تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية أن نسبة كميات الماريخوانا التي ضبطت بألبانيا عام 2012 ارتفع إلى 175%.
في سياق ذلك، يتحدث خبراء السوق الأوروبية عن تميز المخدرات الألبانية بالقدرة على تنويع زراعتها حتى في التضاريس الوعرة، مع كون إنتاجها يتميز بقلة التكلفة والجودة ووسائل لوجيستيكية جد متطورة.
في المقابل، يرى المراقبون، وفق تقارير تناولتها الصحافة الفرنسية، أن حالة الجفاف التي ستجتاح المغرب، خلال السنوات القادمة، وفق زعمها، ستُضعِف إنتاجه من القنب الهندي، وبالتالي ضعف نسبة تصديره نحو أوروبا، ما يعني أن ألبانيا ستأخذ المبادرة، وتعوض المغرب نظراً لوسائلها المتطورة وارتفاع إنتاجها.
وكان المرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان، قد أصدر في ماي المنصرم، تقريره السنوي، الذي أكد فيه أن المغرب لا يزال المزود الرئيسي للقنب الهندي صوب السوق الأوروبية، حيث كان له النصيب الأكبر من مجموع 2050 طن التي جرى استهلاكها في القارة الأوروبية خلال 2013، على أن الإنتاج المحلي من المخدرات ارتبط أكثر بالشبكات الإجرامية المنظمة مع التطور التكنلوجي.
وتكتسب ألبانيا، إحدى دول البلقان المتاخمة لكوسوفو واليونان وإيطاليا، أهمية بارزة داخل السوق الأوروبية، خاصة دول أوروبا الغربية، في إنتاج وتصدير القنب الهندي والماريخوانا، رغم الحرب التي شنتها سلطات البلاد على مزارعي ومهربي المخدرات، في الآونة الأخيرة.
وكانت السلطات الألبانية قد حاصرت، في منتصف يونيو الماضي، منطقة "لازارات" الشهيرة بإنتاجها للمخدرات، مستخدمة الأسلحة النارية، في عملية دامت 5 أيام وأسفرت عن اعتقال العشرات وضبط أزيد من 28 طن من الماريخوانا وإحراق 90 ألف نبتة من القنب الهندي، وفق الصحافة الفرنسية.
ورغم أن الحكومة الألبانية أعطت الثلاثاء الماضي، تعهدات لحليفتيها ألمانيا وفرنسا، بتشديد الخناق على منتحي ومصدري المخدرات، إلا أن الأمر لا يزال صعب المنال، خاصة وأن جماعات الإنتاج تتوفر على عتاد مسلح ثقيل، للرد على الحملات الأمنية، والتي تسيطر على حوالي مئات الهكتارات تنتج خلالها أزيد من 900 طن سنويا من القنب الهندي.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق